Significantly improved Arabic translation of “Continuing Mass Rape of Girls in Darfur” (January 2016) | استمرار الاغتصاب الجماعي للفتيات في دارفور: أبشع جريمة لا تغضب العالم
March 7, 2016 | Original text in English at | http://wp.me/p45rOG-1QG
http://wp.me/p45rOG-1Rr | استمرار الاغتصاب الجماعي للفتيات في دارفور أبشع جريمة لا تغضب العالم
الكاتب إريك رييفز
الباحثة والمحررة مايا باكا
في ظل الدمار بالإبادة الجماعية الحالي في دارفور ما تزال جرائم الانتهاكات بأنواعها كافة يتم ارتكابها من قبل القوى النظامية التابعة لنظام الخرطوم أي القوات السودانية المسلحة علاوة على المليشيات التابعة لها وهي في المقام الأول الآن قوات الدعم السريع وترتكب هذه الجرائم بحصانة وإفلات تام من العقاب لمرتكبيها
إن طابع الإبادة الجماعية للعنف في السنوات الأخيرة واضح بشكل لا يجعل هناك مجالاً معقولاً للجدال وكمرجع انظر تغيير التركيبة السكانية في دارفور:انتزاع الأراضي الزراعية بعنف وتدميرها، نوفمبر 2014 نوفمبر 2015
إذ لا تزال شعوب الإثنيات غير العربية أو القبائٔل الإفريقية الدارفورية وهم أغلبية السكان في الإقليم هدفاً للجيش والمليشيات بالقتل وتدمير القرى ونزع الأراضي والنزوح القسري
كما أنهم هدفٌ لحملة اغتصاب شكلت علامة للإبادة الجماعية منذ بداية النزاع في عام 2003م. وهذه الحملة وثقت كلها تماماً وفي ذلك انظر الملحق ب بيبلوغرافيا للتقارير منذ أكثر من عقد من الزمان
إن النعوت العنصرية التي أُطلقت على الضحايا من قبل مهاجميهم العرب سجلت في كل هذه التقارير ويستمر توثيقها من قبل راديو دبنقا، إضافة إلى تقارير عام 2015م من منظمة التنمية السودانية بالمملكة المتحدة، وهي مصادرنا الوحيدة المعتمدة للمعلوماتبعن استمرارية استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب
وفي المقابل فقد أظهرت الأمم المتحدة مراراً انسياقاً مزرياً للخرطوم بشأن كتابة التقارير حول موضوع تنظر له الخرطوم باهتمام خاص وذلك بالنظر إلى الخزي المتعلق بالاغتصاب كجريمة في العالم العربي والإسلامي
وتنم كل من تقارير اليوناميد الميدانية المختلة وتقاير سكرتارية الأمم المتحدة في نيويورك على مدى عظم ذلك التواطؤ فعلى سبيل المثال في التقريرين ربع السنويين الأوليين للعام 2012م للأمين العام بان كي مون حول دارفور واليوناميد لم تتم الإشارة ولو لحادثة اغتصاب أو عنف جنسي واحدة بالرغم من أن الاغتصاب استمر بشكل قزّم إزاءه كل النزاعات في عالم اليوم ما عدا واحداً أو اثنين
النساء اللائي يشكلن هدفاً للاغتصاب في دارفور الموبوءة بالعنف وانعدام الأمان
عشرات الآلاف من الفتيات والنساء أغتصبن أو تم الاعتداء عليهن جنسياً منذ أوائل عام 2003 وذلك بالرغم من أننا لا نمتلك ما يقارب لإحصاء دقيق وذلك ينطبق تماماً على رصد حالات الوفيات التي تتعلق بالعنف بشكل مباشر أو غير مباشر
ومن المستهجن أن يُـسْـقـِط السكرتير العام للأمم المتحدة ذكر ولو مثال واحد في تقريرين غطيا ستة أشهر من العام 2012م وهو العام الذي بدأ فيه العنف الحالي في التصاعد وتطورت فيه بسرعة خطط قوات الدعم السريع
وبالتأكيد فإننا ندرك عبر مجموعة من التقارير من راديو دبنقا أن اليوناميد فشلت فشلاً ذريعاً في تدوين أو توثيق حالات الاغتصاب التي أُبلغت بها فمن المؤكد أنها لا تقوم بعمل تحقيق جاد وما توفره من حماية للضحايا ضئيل بشكلٍ مزرٍ
لقد ظهر مستوى العنف الجنسي في دارفور جلياً في دراسة نشرت في مجلة بلوس ميديسن وهي مجلة طبية إلكترونية وقد استندت إلى عدد من الكتاب أبرزهم الدكتور محمد أحمد عيسى الذي كان أرشيفه المأخوذ من مركز الأمل لعلاج وإعادة تأهيل ضحايا التعذيب الذي مقره بمدينة نيالا أساسياً في رصد البيانات التي سمح بنشرها في الجريدة الطبية المذكورة والتي تتم مراجعتها من قبل مدققين أطباء
جاء في الدراسة انه تقريبا نصف النساء كافة وتحديداً 49% منهن ذكرن بأنهن تعرضن للاعتداء الجنسي وأن نصف حالات الإعتداء الجنسي ثبت بأنها حدثت بالقرب من معسكرات النازحين الدلائل الطبية على انتهاكات حقوق الإنسان بحق المدنيين غير العرب في دارفور: دراسة استعراضية في مجلة بلوس الطبية بتاريخ 3 إٔبريل 2012م بالرقم الإلكتروني المميز DOI:10.1371/journal.pmed.1001198
إن أي إستقراء حتى ولو كان ذي طابع محافظ جداً ينتج عن عشرات الآلاف من النساء اللواتي اغتصبن في دارفور وربما يرتفع إلى مئات الآلاف
لقد توج مناخ الإفلات من العقوبة السائد بإرتكاب الإغتصاب الجماعي للفتيات والنساء في تابت بشمال دارفور في الفترة من 30 أكتوبر وحتى 1 نوفمبر 2014 حينما اغتصب جنود نظاميين للقوات السودانية المسلحة وبتعليمات من قائد الحامية القريبة من تابت 220 فتاة وإمرأة خلال فترة 36 ساعة
بعدها بتسع أيام وفي يوم 10 نوفمبر 2014م تم السماح لليوناميد أخيراً بدخول القرية “للتحقيق” في الأمر ولكنها وجدت قرية مرعوبة من الحضور الأمني الكثيف مع وصول محققي اليوناميد وتم تصوير المشهد كله بالفيديو من قبل مسئولي الأمن وكان أي محقق مخفوراً من قبل ضباطين من الإستخبارات العسكرية فلم تكن هناك فرصة لأي فرد ليدلي بشهادته بصراحة وكان ذاك واضحاً بسهولة للمحققين
وبالرغم من ذلك فإن رئاسة اليوناميد أصدرت فوراً بياناً يقول انه لم يؤكد أي من أولئك الذين تمت مقابلتهم في تابت أن هناك حادثة اغتصاب حدثت في تابت في اليوم المذكور في الإعلام كما أن الفريق لم يعثر على أي دليل ولا تلقى أية معلومات ذات صلة بالمزاعم الإعلامية إبان الفترة المذكورة
ولكن وثيقة داخلية لليوناميد، تم تسريبها لي من داخل اليوناميد في 20 نوفمبر 2014م أشارت بوضوح إلى كيف أن المحققين كانوا مدركين تماماً للظروف المستحيلة التي أجروا فيها مقابلاتهم
في فبراير 2015، أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريراً حاسماً عن اغتصابات تابت بعنوان عمليات الاغتصاب الجماعي في دارفور: هجمات الجيش السوداني على المدنيين في تابت وقد أجرى الكاتب الرئيسي للتقرير جوناثان لوب 130 مقابلة ميدانية تضمنت أكثر من 50 من قاطني تابت الحاليين أو السابقين كان فيهم ضحايا اضافة لشهود عيان
إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدلاً من أن يتقبلوا تقرير هيومان رايتس ووتش بوثوقية فقد استمروا في المطالبة بتحقيق مستقل خدمة لمصالحهم الذاتية وهم يعلمون باستحالة إجرائه الآن وبعد أكثر من عام من تاريخ الحدث
لقد أعرب نظام الخرطوم بشكل قاطع بأنه لن يسمح بمثل هذا التحقيق جاعلاً مطالبة المجتمع الدولي بحرية الوصول لموقع الحدث أمراً غير منطقي تماماً حتى ولو كان ملزماً سياسياً
وبدلاً من التفاعل مع الوقائع كما ذكرها الموجودون في موقع الحدث يستمر المجتمع الدولي في التردد بدون أن يتحدث عن تبعات الجرائم البشعة والتي ثبتت كحقائق تتجاوز كل الشكوك الممكنة
اغتصاب الفتيات في دارفور
يجب ألا نتفاجأ أنه ومع تواطؤ المجتمع الدولي مع الخرطوم يستمر الاغتصاب في عنفوانه حتى في منطقة تابت وقد ذكر راديو دابنقا في 31 أكتوبر 2015م أنه منذ أحداث 31 أكتوبر 2104م ارتكبت 49 حالة اغتصاب في وحوالي تابت
الأمر الذي لم يلق اهتماماً مستحقاً هو أن أغلب الضحايا هن بنات قاصرات فهن مدنيات دون سن سن الثامنة عشر وبرغم ذلك فهن يشكلن عددية ضخمة فلقد ذكر تقرير صادم لليونسيف عام 2005م بعنوان استنفار خاص بالأطفال في دارفور أنه من بين كل ثلاث ضحايا اغتصاب واحدة منهن فتاة أي طفلة.
وقال تقرير صدر حديثاً من مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان إنه حوالي واحدة من بين كل ثلاث حالات اغتصاب أُبلغ عنها كانت الضحايا فيها طفلات
وتوحي دراسة حديثة لليونسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان بأن النسبة ربما تكون أعلى
ان التـأثير المباشر لتلك الاغتصابات مهدد لحياة الضحايا ومروع لهن كما انها تشكل تعدياً على نسيج الأسر والمجتمع فهي أحداث مؤلمة للغاية تفاقم الإحساس السائد أصلاً بالذل والعجز
فلئن كانت تلك النسب في الحقيقة تصف استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب في دافور وبأخذ دراسة مجلة بلوس الطبية المشار لها أعلاه في الحسبان فبالتالي علينا أن نتحدث عن عشرات الآلاف من الفتيات اللائي اغتصبن إبان النزاع
لقد كانت حادثة وحيدة هي المناسبة المباشرة التي أدت لإجراء هذا المسح للاغتصابات المستهدفة للفتيات وقد ذكرها راديو دبنقا في 10 ديسمبر 2015م كالتالي
أربعة يغتصبون فتاة بالقرب من تابت بشمال دارفور 10 ديسمبر 2015م
اغتصبت فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً فى محلية طويلة بشمال دارفور اليوم وقالت إحدى قريبات الضحية إن أربعة من عناصر المليشيات الحكومية كانوا على ظهور جمال هاجموا الفتاة بينما كانت تجمع القش فى منطقة كداريك التي تبعد خمسة كيلومترات شرق تابت وقالت انهم قاموا بالتناوب على اغتصابها على مدى ثلاث ساعات من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً ونُقلت الضحية إلى عيادة بمعسكر زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر عاصمة شمال دارفور وأضافت القريبة بأنها لا تزال تنزف ولا تستطيع الحديث أو الأكل نتيجة الصدمة التى حلت بها
عشرات الآلاف أمثال هاته الفتيات تم اغتصابهن، انهن الهدف الرئيسي للمليشيات العربية
نساء لديهن أسبابهن الوجيهة ليكن خائفات
يبقى السؤال المطروح هل سوف تنجو الفتاة من الموت فراديو دابنقا غالباً لا يتابع مثل هذه الحالات كأن يقدم تقارير حول النتائج الطبية للعلاج ويلعب في هذا عاملان أولهما صعوبة الحصول على بيانات من داخل المستشفيات والثاني حقيقة أن هناك أحداثاً أخرى مستمرة وتتطلب امكانيات كبيرة لكتابة تقاريرها وفي الحقيقة لقد أعطى راديو دابنقا العالم أول تقرير دقيق على نحو رائع حول اغتصابات تابت بعد يوم واحد فقط من تاريخ وقوع تلك الأحداث الفظيعة
على أنّ تقرير منظمة التنمية السودانية واختصارها سودو بالمملكة المتحدة لهذا العام صار على وجه الخصوص أقوى بكثير وذلك بفضل قاعدة عريضة من مراقبين دارفوريين ميدانيين يرفعون تقاريرهم للندن وقد كانت سودو واحدة ضمن ثلاث منظمات إنسانية وطنية أغلقها نظام الخرطوم في 5 مارس 2009 في ذات الآن الذي طرد فيه ثلاثة عشر منظمة دولية أساسية
كانت البداية بمسوحات انتهاكات حقوق الإنسان الشهرية في السودان في يونيو من هذا العام وتم تجميع التقارير المبعثرة الماضية مع اعطاء نظرات عامة واضحة لكل شهر فاجع يتلوه شهر وتم تضمين كل هذه البيانات من هذه التقارير الشهرية والتقارير السابقة الأقل تنظيماً لعام 2015 في كشف البيانات
ولكن موضوع اغتصاب الفتيات بدا بالنسبة لي محتاجاً لاهتمام معين ومتطلباً لأحكام شديدة على نحو خاص وذلك لوحشيته وتدميريته والعنت البليغ الذي يمتد ليشمل أسرة الضحية والقرية أو معسكر النازحين كله وفي العادة تكون الفتيات قد أجرين عملية الختان حديثاً وبالتالي يكن أكثر تعرضاً للتعقيدات الطبية التي تلي الاغتصاب الجماعي
ان حقيقة الاغتصاب الجماعي نفسها تزيد من المخاطر الصحية بدرجة كبيرة ففتيات عديدات أصبن بجروح وصدمات نفسية وفي ذلك انظر مختلف المواضيع ذات الصلة في البيبلوغرافيا بالمحلق رقم ب
فتاة تم وسمها بقصد كشف حقيقة اغتصابها للأبد من تصوير ميا فارو
هذه الجريمة الوحشية المهينة البشعة تم الابلاغ عنها رسمياً لأكثر من عقد من الزمان ولقد كشف تحقيق حديث للأمم المتحدة عن جرائم الحرب في دارفور في كل صفحة تلي صفحة رسم بياني دليلاً على الانتشار الواسع والممنهج للاغتصاب خلال عامين من النزاع وفي حادثة وقعت في وادي طينة تم اغتصاب امرأة أربعة عشر مرة من قبل رجال مختلفين في يناير 2003م كذلك قال التقرير انه في مارس 2004 قام 150 من الجنود والجنجويد باختطاف 16 من البنات القاصرات واغتصابهن في مدينة كتم وهناك فتيات صغيرات بعمر 10 سنوات اغتصبتهن المليشيات في كايلك ارجع لجريدة نيويورك تايمز من الجنينة بغرب دارفور في 11 فبراير2005
أوردت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير لها في مارس 2005م بعنوان عبء الاغتصاب الباهظ: العنف الجنسي في دارفور”، مارس 2005 رواية من فتاة صغيرة بتاريخ 14 فبراير 2005 بجنوب دارفور قالت ان أحد الرجال الثلاثة من الجنجويد أخذني بعيدا عن بقية النسوة وهددني بسكينه وذلك بوخزي على صدري بها ودفعني على الأرض بقوة ومن ثم نزع ثيابي الداخلية واغتصبني وكان يهددني طيلة الوقت قائلاً سوف أقتلك ليخوفني
وبرغم ذلك لم يصدر أي جهد جاد لكبح هذه الجريمة الفظيعة بل في الواقع اعتقل نظام الخرطوم اثنين من كبار مسؤولي منظمة أطباء بلا حدود في السودان مباشرة بعد صدور تقرير عبء الاغتصاب الباهظ العنف الجنسي في دارفور مما شكل إشارة لم تغب على أية منظمة عاملة في دارفور
وتم نشر المزيد بما في ذلك تقرير أساسي من أطباء لحقوق الانسان وفي ذلك انظر مرة أخرى الملحق ب بيبلوغرافيا الدراسات التي عالجت موضوع الاغتصاب في دارفور ولكن حقيقة أن فتيات صغيرات بعمر خمس وست سنوات تم اغتصابهن لم تثر غضباً خاصاً
علاوة على ذلك فان المسؤول عن اغتصاب الفتيات والنساء ليس فقط قوات الدفاع الشعبي والمليشيات بل كذلك الجنود النظاميون مستمرون في المشاركة في عربدة العنف الجنسي كما تظهر الإغتصابات الجماعية في تابت والتي ارتكبها جنود القوات السودانية المسلحة وفقاً لتعليمات قائد حاميتهم
ان جريمة اغتصاب الفتيات الذميمة للغاية لم تحظ حتى الآن بتحليل خاص فلا تجميع للبيانات أو التقارير ولا تقييم للآثار من أجل رفاهية هؤلاء الفتيات على المدى الأطول في المجتمع الدارفوري وسوف يظل مثل هذا التحليل محدوداً من حيث اكتماله وفائدته طالما أن نظام الخرطوم يمنع محققي حقوق الانسان من الوصول الى الضحايا في دارفور ولا يتيح فرص اجراء تغطيات اخبارية أو مقابلات للصحافة الدولية المستقلة ويظل حجم الاغتصاب وبالتحديد اغتصاب الفتيات مضمناً داخل الصندوق الأسود الذي نجح النظام في صنعه لدارفور
فتاة تم وسمها للتدليل على حقيقة اغتصابها من تصوير مايا فارو
لكننا لن يمكننا أن نتفرج ونحن صامتين بينما يستمر تراكم الأدلة الهائل على أن عشرات الآلاف من الفتيات اغتصبن أو اعتدي عليهن جنسياً في غضون الإثنتى عشرة عاماً الماضية فيمكننا على الأقل رصد البيانات المتوفرة والخروج بالخلاصات التي تسمح بها تلك البيانات وبالتأكيد ينبغي أن نكون واعين تماماً للكيفية التي يتعامل بها القانون الدولي مع ما تمثله الحملة الحالية الواسعة والتي يتم استخدام الاغتصاب فيها بشكل عمدي كسلاح في الحرب ضمن حملة الخرطوم لمكافحة التمرد بالإبادة الجماعية
ولا بد من القول ان محنة الأطفال الخاصة وليس فقط للائي تعرضن للاعتداء الجنسي قد حظيت باهتمام ضئيل جداً على مر السنين وفي الملحق أ تقييم عام ومطول كنت نشرته في سودان تربيون في ديسمبر 2005 أي حوالي قبل عشر سنوات من الآن، والبحوث التي صدرت في عقبه قليلة جداً وبالتأكيد لم يصدر أي شيء يستلزم تعديلاً للخلاصات الأكثر عمومية التي وصل لها ومن بين الدراسات القليلة التي تلت والتي تم اقتباسها في هذا الملحق يوجد دليل واضح على لمحات رعب نفسي للأطفال في معسكرات النازحين تمثلها نسب عالية من الاكتئاب المرضي والاضطرابات الكربية التالية للصدمة ففي أغسطس 2011م نشرت مجلة اللانست الطبية البريطانية الشهيرة نتائج بمقادير صادمة
أطفال نزحوا قسراً في أوضاع أسر منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة وبالتالي 75% من 331 طفل نازح في معسكرات النازحين في ولاية جنوب دافور شخصوا بأنهم يعانون من الاضطرابات الكربية التالية للصدمة و38% كانوا يعانون من الاكتئاب
ومن المرجح أن هذه النسب باتت أسوأ بعد أربع سنوات تالية حيث سارع نظام الخرطوم هجماته ليس فقط على القرى فحسب بل على معسكرات النازحين أيضاً
إستمرار الإبادة الجماعية في دارفور
ان طبيعة الابادة الجماعية للحملة الحالية لمكافحة التمرد المكثفة للغاية والتي بلغت عامها الثالث الآن وتركز بشراسة على شرقي جبل مرة وسلسلة جبال مرة عامة تبدو واضحة لو نظرنا للمهاجمين ومهاجميهم
فالمجموعة القبلية الأفريقية السائدة في منطقة جبل مرة بصورة عامة هي قبيلة الفور وهي المجموعة الإثنية الأكبر في دارفور والمزارع التي سلبت بالقوة أو دمرت بالقصف الجوي الحكومي وباطلاق الماشية على الأراضي الغنية بالمحاصيل والتي أخذتها في المقابل مليشيات عربية مختلفة هي أراضٍ زراعية للأفارقة انظر في ذلك من جديد الى تغيير التركيبة السكانية في دارفورـ نزع الأراضي الزراعية بعنف وتدميرها نوفمبر 2014 – نوفمبر 2015م وفي هذا الصدد انظر الفقرة ج من معاهدة الأمم المتحدة لعام 1948م بشأن الإبادة الجماعية والتي يتم نقاشها أدناه مباشرة
تتم وعلى نطاق واسع مهاجمة القرى الأفريقية باستهداف اثني واضح من تصوير براين ستيدل
كذلك فان ضحايا الاغتصاب في دارفور هم وبشكل كبير أفارقة أيضاً ومرتكبوه بشكل دائم تقريباً هم رجال المليشيات العربية وجنود القوات المسلحة السودانية النظاميين أو عصابات من السفاحين الانتهازيين
وعلى الأقل هناك مادة واحدة من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948م ذات علاقة واضحة بفهم للاغتصاب الممنهج للفتيات والنساء الأفريقيات في دارفورـ المادة 2 من المعاهدة تقرأ بكاملها كالآتي ـ في هذه الاتفاقية تعني الإبادة الجماعية أياً من الأفعال التالية المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه
أ ـ قتل أعضاء من الجماعة
ب ـ إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة
ج ـ إخضاع الجماعة عمداً لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئي
د ـ فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة
هـ ـ نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى
يمكن أن يكون هناك شك ضئيل حول الفقرة ب وانطباقها مباشرة على مفهومنا للاغتصاب الممنهج والمستهدف للفتيات والنساء إثنياً كسلاح في الحرب – وهي حرب تقع عواقبها في نطاق الفقرة د ـ في الحقيقة ـ يصعب تحديد ذلك في حالة الفتيات والتي يرجح أكثر ارتباطها بأذى ـ جسدي ـ او ـ روحي ـ كليهما شديدين لدرجة تجعل المقارنة باعثة للاستياء ـ ان خطورة الأذى “الجسدي” قد ظهرت تماماً في المثال آنف الذكر المأخوذ مؤخراً من منطقة تابت
اننا لن نستطيع أبداً معرفة عدد الفتيات اللائي عانين من الصدمات الجسدية المميتة أثناء الاغتصابات الجماعية ولن نعرف أبداً عدد حالات الناسور التي سببتها الاغتصابات أو غيرها من الجروح الجسدية التي تنتقص من الحياة أو تعيق الحمل أو الولادة وهناك أدبيات طبية ضخمة تتعرض لهذا الموضوع هنا بما فيها واحدة تستخدم بيانات من دارفور وهي مضمنة في البيبلوغرافيا في • الملحق
ولكننا نعرف كذلك ان الانتحار هو رد الفعل اليائس للاغتصاب في حالات كثيرة جداً بين الفتيات والنساء على السواء ولقد وجد أطباء من أجل حقوق الانسان في دراسة غير مسبوقة بعنوان لا ملاذ ـ الفشل في حماية ومساعدة وضمان العدالة للمرأة الدارفورية مايو 2009م ـ أن لدى الدارفوريات اللائي يعشن كلاجئات بشرق تشاد مؤشرات للصحة العقلية سيئة للغاية وهي أٔسوأ بكثير لدى النساء اللاتي اغتصبن فالنساء اللواتي تعرضن لاغتصاب بالتأكيد أو بترجيح عالٍ كن أكثر تعرضاً لأفكار انتحارية بنسبة ثلاثة –أضعاف ما دونته النساء اللاتي لم يتعرضن للعنف الجنسي
كما نعرف من عدة تقارير بالضبط كيف يجلب الاغتصاب وصمة العار ـ وهذا هو السبب الرئسي الذي يجعل المغتصبين العرب غالباً ما يقومون بكي أو فصادة ضحاياهم ـ وبالتالي يتأٔكدون من استحالة اخفاء حقيقة الاغتصاب تماماً ـ انظر الصور أعلاه ـ ان عقابيل هذه الوصمة بالنسبة للنساء والفتيات في سن الزواج قد تكون مدمرة للغاية ففرص زواجهن غالباً ما تتلاشى تماماً وبعض الرجال يطلقون زوجاتهم بعد أن يتعرضن للاغتصاب وهي اشارة الى الأثر العميق لحقيقة الاغتصاب في النفسية الدارفورية //|الإسلامية المحافظة
ان الأسر غالباً ما تصاب بالصدمة جراء اغتصاب بناتها الذي تجبر غالباً على حضوره ـ في أواخر فبراير 2004 في قمة دمار الإبادة الجماعية أبلغ عدد من شهود العيان أن زعيم الجنجويد سيئ الصيت موسى هلال كان متسنماً القيادة ضمن سلسلة من عمليات تدمير لا يعلم مداها أحد ـ وفي هجوم بتاريخ 27 فبراير 2004 في منطقة طويلة بشمال دارفور أحرقت 30 قرية وحولت تماماً إلى رماد وقـُـتل أكثر من 200 شخصاً واغتصبت أكثر من 200 فتاة وإمرأة ـ بعضهن من قبل أٔكثر من 14 مهاجم ـ أمام آبائهن الذين قتلوا فيما بعد واختطفت 150 امرأة و200 طفل آخرون وفق ما رصدت شبكات الأمم المتحدة للمعلومات الإقليمية المتكاملة في 22 مارس 2004م
كان موسى هلال الزعيم الجنجويدي الأسوأ صيتاً حاضراً يدير الهجوم المذكور أعلاه
تم استبدال الجنجويد بقوات الدعم السريع المدججة أكثر بالسلاح والمدعومة مباشرة من الخرطوم وهي والغة في نفس نوع دمار الإبادة الجماعية وكان النائب الثاني للرئيس يخاطب تلك القوات في ديسمبر 2014 حينما ربط ما بين الشعوب الأفريقية في شرق جبل مرة وبين الحشرات ـ أصداء من رواندا
ان اغتصاب الفتيات والنساء دائٔماً ما يصحبه استخدام نعوت عنصرية مما يؤٔكد الاستهداف الإثني للضحايا وفق ما عرّفته اتفاقية الإبادة الجماعية ومما يجدر ذكره أن حكم أكايسو الصادر عن الدائرة الابتدائية بالمحكمة الجنائية الدولية لرواندا شرح أن الاغتصاب والعنف الجنسي قد يشكلان إبادة جماعية في المستويين الجسدي والعقلي على السواء ـ وليم شاباس ـ الإبادة الجماعية في القانون الدولي ص 183ـ وتوثق تقارير الاغتصاب في دارفور بوضوح المستوى الجسدي للجريمة ـ الفعل الجنائي ـ بينما يؤكد الاستخدام المصاحب للنعوت العنصرية أثناء الاغتصاب كلا من الاستهداف الإثني للضحايا والقصد العقلي لمرتكبي الجريمة ـ القصد الجنائي
الكره العنصري في الإعتداءات الجنسية
من الضروري أن نضع في اعتبارنا أن الاغتصاب والعنف الجنسي ينبعان من كره عنصري ـ عرقي قوي في دارفور وتقريباً جميع الهجمات المبلغ عنها من رجال عرب على فتيات ونساء غير عربيات أو أفريقيات
وجدت منظمة العفو الدولية في في دراسة لها عام 2004 حالة واحدة فقط كانت فيها مسؤولية الاغتصاب لقوات متمردة من الفور والمساليت والبرتي والتنجر والزغاوة وهي مجموعات اثنية غير عربية
ان تقارير سودو بالمملكة المتحدة هنا ذات قيمة خاصة لأنها في كثير من الأحيان تحدد في الحوادث المعنية اثنية الذين تم قتلهم أو اغتصابهن أو تشويههم
ينبغي ألا يغيب ذلك عن الأذهان كما قد فعل البعض وفي ذلك انظر مجلة ديسنت 26 يناير 2012م
الأمثلة هنا من تقرير منظمة العفو الدولية بعنوان السودان: دارفور: الاغتصاب سلاحاً في الحرب 19 يوليو 2004م ويمكن أن تتكرر من تقارير وقصص اخبارية عديدة
ـ قال لنا عمر البشير بأنه علينا قتل جميع أهل النوبة فلم يعد هناك مكان للزنوج
هذه كلمات قالها أحد مقاتلي الجنجويد وفقاً لأحد اللاجئين من كنيو الذي أجرت منظمة العفو الدولية مقابلة معه في تشاد في مايو 2004
ـ التاما مجموعة عرقية صغيرة تتألف بصورة رئيسية من مزارعين وقعت ضحية للهجمات واتهمت في الوقت ذاته عدة مرات بمساندة الجنجويد في النـزاع الدائر في العامين 2003 و2004
عبيد! نوبة! هل لديكم إله؟ أنتم أيها السود القبيحين تزعمون ـ نحن آلهتكم! إلهكم هو عمر البشير
ـ أنتم أيها السود لقد أفسدتم البلاد! ونحن أتينا لنحرقكم ـ سنقتل أزواجكم وأبناءكم وسنضاجعكم! وستكونون زوجات لنا! هذه كلمات نقلت عن لسان أفراد الجنجويد كما أوردتها مجموعة من نساء المساليت في مخيم قوز أمر للاجئين كانت منظمة العفو الدولية أجرت مقابلات معهن في مايو 2004
ـ م وهي امرأة عمرها 50 عاماً من فوربرنقا ذكرت ان القرية هوجمت خلال الليل في أكتوبر 2003 وذلك عندما أتى العرب بالسيارات وعلى صهوة الجياد وقالوا يجب قتل كل امرأة سوداء حتى الأطفال
ـ اللاجئون السودانيون الذين أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات معهم في تشاد زعموا أن بدو السلامات من تشاد ومقاتلين من موريتانيا جُنِّدوا للقتال في دارفور وقالوا ان ما سمعناه من الجنجويد هو أن عمر البشير يقول للأجانب إنهم عرب وإنهم يجب أن يأتوا ويعيشوا في البلاد التي يحكمها العرب وأن عليهم عدم البقاء حيث يحكمهم الأفارقة ويقولون إن السودان بلد للعرب ـ م لاجئ سوداني في تشاد أجرت معه منظمة العفو الدولية مقابلة في مايو2004
ـ أعطت الحكومة العرب الثقة والأسلحة والسيارات والجياد ولا نستطيع العودة فلن يكون هناك أمن للشعب الأفريقي في دارفورـ امرأة سودانية أجرت منظمة العفو الدولية مقابلة معها في مخيم ميلي للاجئين في تشاد في مايو2004
ـ م وهو زعيم للمساليت في قرية ديسة ذكر أنه خلال الهجمات التي شنها الجنجويد في يونيو 2003 والجيش في يوليو وأغسطس تم قتل 63 شخصاً بينهم ابنته وفي يونيو ورد أن الجنجويد اتهموا القرويين بأنهم خانوا عمر حسن البشير وفي يوليو ألقى الجيش القبض على عدة أشخاص بينهم إبراهيم صديق وهو صبي عمره سبع سنوات وفي يونيو قال الجنجويد خلال الهجوم أنتم متواطئون مع الخصوم ـ أنتم سود ولا يمكن لأي أسود أن يبقى هنا ولا يمكن لأي أسود أن يبقى في السودان وكانت النساء العربيات يرافقن المهاجمين وينشدن أغنيات تشيد بالحكومة وتشجع المهاجمين وقالت النساء إن دماء السود تسيل كالماء ونحن نأخذ بضائعهم ونطردهم من منطقتنا وسترعى مواشينا في أرضهم وأن قوة البشير هي قوة للعرب، وسنقتلكم حتى آخر شخص أيها السود ولقد قتلنا إلهكم وكذلك وجهن إهانات لنساء القرية قائلات لهن أنتن غوريلات أنتن سود وملابسكن رثة
لقد ذكرت اعتداءات جنسية على الصبيان بما في ذلك الاغتصاب ابان فترة الإبادة الجماعية الطويلة في دارفور ولكن العنف الأكثر شيوعاً تجاه الصبيان في كل الأعمار ببساطة هو قتلهم وذلك ليس فقط عبر اطلاق النار بدون تمييز من قبل قوات المليشيات أو قصف طائرات القوات السودانية المسلحة فهذا التصميم على قتل الصبيان تم رصده بيانياً في تقرير لجولي فلينت في فبراير 2005
سافرت مريم أحمد مع ابنها أحمد الذي لم يتجاوز عمره 21 يوماً في طريق كان يسيطر عليه الجنجويد بين طويلة وكبكابية وأوقفها الجنجويد وأخذوا منها ابنها أحمد وقطعوا عضوه الذكري أمام عينيها وتوفى بين يديها ـ هذا هو ما يفعلونه للبنين ـ كما قالت عفاف التي كانت حبلى في شهرين وتزمع العودة للفاشر للولادة انظر في ذلك الشرق الأوسط الدولية ـ دارفورـ في 17 فبراير 2005م
والاغتصاب – هو ما يفعلونه – للبنات والعالم يعلم ذلك جيداً لكنه يرفض التعامل مع هذه الحقيقة البشعة بأية طريقة جادة
الحصانة
ان تعامل السلطات في دارفور كان وبصورة مستمرة غير مجدٍ في كبح وباء العنف الجنسي ويتبع بوضوح لتوجيهات صادرة أساساً من الخرطوم ومهما يكن من تفسيراتها المحلية فان أثرها هو المحافظة على بيئة الحصانة الحالية الكاملة فيما يتعلق باغتصاب الفتيات والنساء
هنالك تقريران ينطبق عليهما معاً ذلك الوضع تماماً صدرا من منظمة التنمية السودانية أي سودو بالمملكة المتحدة
في 26 نوفمبر 2015 قدمت سودو تقريراً قالت فيه ان الجنجويد جلدوا أربع نسوة في مزارعهن قرب قريضة بجنوب دارفور جاء فيه ان رجال المليشيات كانوا يرتدون زياً عسكرياً، ووجوههم ملثمة بالكدمول وأبلغ شيوخ المعسكر الشرطة والمعتمد عن الحادث ولكن كلاهما رد القضية معللاً بأن الضحايا ما كان يجب عليهن ببساطة أن يذهبن لمزارعهن في المقام الأول
وباختصار فان السلطات التي يتحكم فيها النظام في ولاية جنوب دارفور راضية عن نمط العنف الذي تم رصده بشكل متسع في جدول البيانات وهذا المشهد أصبح سائداً ليس فقط لدى السلطات بل كذلك لدى المليشيات العربية التي سواء كانت من دارفور أو من بلاد أخرى فانها تعتبر أن أراضي المزارعين الأفارقة ملكاً لها وترى أي عنف يستخدم لإبعاد أولئك المزارعين وأسرهم من زراعة أو استخدام الأراضي مبرراً
وهناك تقرير ثان لسودو يتعلق باغتصاب فتاة في 20 أكتوبر 2015 كان أشد اقلاقاً لما فيه من ظلم فادح وجاء فيه ان ستة من الجنجويد هاجموا أربع نساء في سوري، غرب خزان جديد بمنطقة تابت فقتلوا واحدة واغتصبوا أخرى وقالت احدى الناجيات للمراقبين انه في حوالي الساعة الثانية ظهرا هاجم مزارعنا ستة رجال يرتدون زياً عسكرياً ووجوههم مقنعة بألثمة الكدمول ويمتطون ظهور الجمال وفي تلك اللحظة قيل للنساء انهم سوف يغتصبوهن خلال ما تبقى من اليوم وبدأ الرجال في اطلاق النار في الهواء مما تسبب في تشتيت النساء وعدوهن في اتجاهات مختلفة فاستطاع الجناة أن يظفروا باثنتين منهن وكانت احداهن فوراوية عمرها 25 سنة وقد أصيبت بطلقة في صدرها نتيجة لمقاومتها بينما الأخرى فوراوية بعمر 17 سنة تم القبض عليها واغتصابها بوحشية
الاثنتان الاخريتان فرتا وآبتا للقرية طلباً للنجدة وحينما عادتا لموضع الحدث مع العون كان الجناة قد هربوا فتم أخذ الفتاة ذات الـ17 عاماً للمستشفى وابلغ الجيش السوداني عن الحادث في طويلة ولكنهم ليس فقط فشلوا في التحرك بل انهم فتحوا بلاغات اتهام ضد النساء الثلاث الناجيات تحت مواد متعلقة بالزنى
ان القبض على مسؤلين عن إبلاغ بجريمة وحشية واتهامهم أنهم مذنبين بارتكاب جريمة الزنى لهو ظلم فادح بيد أنه ليس مدهشاً أبداً
فبالرغم من أن المغتصبين أحياناً ما يتم القبض عليهم الا أنني لا أعرف عن تقارير تذكر مقترفي اعتداء جنسي في دارفور قبعوا في السجون جزاء لجرائمهم وبعضهم يحبسون لفترات قصيرة ثم يطلق سراحهم ـ بيئة الحصانة من العقاب هذه تؤكد أن الفتيات والنساء سوف يستمر اغتصابهن بأعداد كبيرة وأن أنماط الثلاثة عشر عام الماضية سوف تستمر ـ أضف لذلك أنه لا شيء أكثر يفسر التكرار الصارم لأنماط الاغتصاب في جنوب كردفان والنيل الازرق وصمت المجتمع الدولي وتواطؤه حول القضية فقد فشل باستمرار في جعل العنف الجنسي قضية أساسية لدى تعامله مع نظام الخرطوم
بيانات حول اغتصاب الفتيات
بالرغم من عدم اكتراث المجتمع الدولي، فمن الممكن تحديد الكميات وعمل رسم بياني لأحداث الاغتصاب في دارفور على الاقل جزئيا باستخدام نشرات راديو دابنقا
ان راديو دبنقا والمنظمة السودانية للتنمية أو سودوبالمملكة المتحدة ـ مع طيفي مصادرهما الميدانية غير العاديين ـ يصلحان كأساس لمثل هذا المجهود ويوجد هنا جدول بيانات يبرز كل حالات اغتصاب الفتيات المبلغ عنها خلال العامين الماضيين
ومضمن في جدول البيانات أيضاً ـ وان كان بدون ابرازـ اغتصابات النساء ما بين 18 و25 سنة وهن نساء في ميعة سن الزواج ويعتبر الاغتصاب لهن مسألة ذات أهمية في تحديد فرص الزواج أو الحفاظ على الزواج والأسرة
*****************************************************
ملحوظة ـ1ـ الملحوظ بشدة في هذه البيانات أنها لا تتضمن الكم الهائل من بيانات الاغتصاب الورادة من جبال النوبة وجنوب كردفان عامة ولا تلك الواردة من النيل الأزرق ـ ومن الواضح أن نظام الخرطوم قد أقر الاغتصاب سلاحاً للحرب فيهما مرة أخرى ـ وبالتأكيد فان اسلوب الاغتصاب في دارفور بما يتضمن من كره عنصري مفرط، يمكن العثور عليه في التقارير عن المدنيين الذين تتهددهم المخاطر لدرجة فظيعة في تلك المناطق
ملحوظة ـ2ـ هنالك مشكلة في برنامج الموقع خاصة بالترقيم في النسخة العربية اقتضت التخلص من الترقيم والأقواس مع ما في ذلك من تشويه وذلك تفادياً لتشويه أشد كان يبدو مع الترقيم فعذراً حتى تتم المعالجة الصحيحة